انتحار ام استشهاد؟

osama_bin_laden_meets_72_virgins_1278755

اولا- الانتحار:

الانتحار هو قتل نفس. والقتل ضد الوصية السادسة من الوصايا العشر: “لا تقتل”(خر20: 13)، وقد ذكر ذلك القديس اغسطينوس في القرن السادس. انت لا تملك هذه النفس حتى تقتلها، فالله وحده هو له السلطان ان يعطي الحياة و يأخذها، “الرب يميت ويحيي. يهبط الى الهاوية ويصعد” (1صم2: 6). الانتحار امر غير مبرر على الاطلاق، اذ انه هروب من مشكلة مؤقتة ، لانه لا توجد اي مشكلة ليس لها حل، ولا توجد مشكلة تدوم الى الابد. هو محاولة للهروب من جحيم المشاكل الذي لا يدوم الى الجحيم الابدي.

حقا يوجد كثيرون تمنوا الموت وطلبوه. موسى النبي حينما تضايقت روحه بسبب تذمرات الشعب المتتالية قال للرب: “لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ؟ وَلِمَاذَا لَمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْلَ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ عَلَيَّ؟ أَلَعَلِّي حَبِلْتُ بِجَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ؟ أَوْ لَعَلِّي وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي احْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ … فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ بِي هكَذَا، فَاقْتُلْنِي قَتْلاً إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَلاَ أَرَى بَلِيَّتِي”(عد11: 10- 15).

ايليا النبي “كفى يا رب خذ نفسي لاني لست خيرا من ابائي”(1مل19: 4).

يونان النبي “فضربت الشمس على رأس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي”(يون4: 8).

بولس الرسول يقول “اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة”(2كو1: 8).

لو كان الانتحار مباحا لانتحر ايوب الذي ظل في مرض صعب 33 سنة ، بخلاف خسارته لاولاده وثروته واحترام الناس له ومعونة اصدقائه وحتى شريكة حياته. اذ نراه يقول “قد كرهت نفسي حياتي. اسيب شكواي.. يا ليت طلبتي تأتي ويعطني الله رجائي! ان يرضى الله بأن يسحقني، ويطلق يده فيقطعني”(ايوب6: 7، 8).

ولا ننس ان الانتحار هو ضد الايمان ايضا. ضد الايمان بمحبة الله للانسان، وتدخله لرعايته وحل مشاكله.. ضد الايمان بقدرة الله انه يستطيع كل شئ. يستطع تغيير مجريات الامور لان بيده مقاليد الامور .. وهو وحده يقدر ان يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوة.

ثانيا الاستشهاد:

انظر مقالنا السابق عن الاستشهاد

كلمة شهد في اللغة بمعنى اخبر خبرا قاطعا والمشاهدة اي المعاينة. ومنها شاهد عيان. فالشهادة هي ان يشهد للحق حتى لو قتل. ويقول ذهبي الفم “كيف لا يعد ايوب الصديق شهيدا ، وهو قد احتمل كل هذه الالام؟” اذا الشهادة فعل الموت الطوعي، وهي احد ارقى اشكال التعبير الانساني، اذ يموت الانسان من اجل هدف سامي، كما يقول السيد المسيح “ليس لاحد حب اعظم من هذا – ان يموت احد من اجل احبائه”. ومن هنا نجد ان من يقتلون من اجل اداء الواجب كرجال الشرطة، وغيرهم، وفي الحروب من اجل الوطن .. هم شهداء بسبب التضحية.

العمليات الانتحارية او الاستشهادية

ينبغي ان نعلم ان هذه المسألة مستحدة، بعد اختراع المتفجرات التي لم تكن موجودة قديما. وقد لجأ اليها بعض اهالي البلاد ازاء المستعمر. وهي من علامات ضعف الانسان اذ تنعدم الخيارات لديه او تقل في سبيل الوصول الى حلول سياسية او غيرها.  ولا شك ان هذه المسألة قد استغلت في وقتنا المعاصر من قبل بعض الجماعات، حيث اختلط الحابل بالنابل، ولم يعرف من هو المحق ومن هو المخطئ، فكل فريق يرى نفسه المحق وان الاخر على خطأ،فكثرت التفجيرات والتدمير في المساكن. ورأينا بلادا بأكملها اضحت ركام رماد بعد ان كانت تعج بالحياة.

virginscartoon