العدوى الصالحة

عن كتاب: المسيحية المجردة، س اس لويس

الناس يروقهم جدا تكرار العبارة المسيحية الشهيرة “الله محبة”. ولكن يبدو انهم ﻻ يلاحظون ان الكلمتين “الله محبة” ﻻ تعنيان اي معنى حقيقي اﻻ اذا اشتملت الذات اﻻلهية على شخصين او اقنومين، على اﻻقل. فالمحبة امر يكنه شخص لشخص اخر (او لشئ ما.
اهم فرق بين المسيحية واﻻديان اﻻخرى هو ان الله في المحبة ليس شيئا، وﻻ حتى شخصا جامدا، بل هو نشاط فعال نابض.

واﻻن ما اهمية حديثنا عن الثالوث؟ انه امر اهم من كل ما في الدنيا.. كما تعلم فان اﻻمور الصالحة، شأنها شأن الطالحة، تكتسب بنوع من العدوى. فان اردت ان تدفأ يجب ان تقف بقرب النار، وان اردت ان تتبلل ينبغي ان تدخل الى الماء، وان اردت ان تحوز السعادة والقوة والحياة اﻻبدية، فينبغي ان تقترب بل ان تدخل ايضا، الى حيث تجد هذه اﻻمور. فهي ليست نوعا من الجائزة التي يستطيع الله اذا شاء ان يقدمها الى اي انسان. انها نبع عظيم من الطاقة والبهاء يتدفق من قلب الحقيقة بالذات. فاذا كنت على مقربة منه ، يبللك رذاذه..

نحن غير مولودين من الله بل مصنوعين فقط: ففي حالنا الطبيعي لسنا ابناء الله بل مجرد تماثيل (ان صح التعبير). لذا فنحن ﻻ نمتلك الحياة الروحية ، ليس لدينا “زويي” بل مجرد حياة بيولوجية “بيوس” التي سوف تتوقف وتموت عما قريب. فاﻻن هذا هو كامل العرض الذي تقدمه المسيحية: ان في امكاننا ان نقبل للاشتراك في حياة المسيح. سنكون حينئذ مشتركين في حياة “مولودة” غير مصنوعة.

أضف تعليق