الحياة: منطق ولا منطق

sadgirl_0

أكاد أتخيل نفسي أحاول أن أشجِّع إحدى “البرمائيات” القديمة وأقول لها: اصبري، تنفسي بعمق، استخدمي رئتك، اهملي الخياشيم، لن تكون هناك مياه فيما بعد، سوف يكون هناك عالم جديد اسمه “اليابسة” هذا العالم لن يحيا فيه إلا من له “رئة”. 

قالت: ونفس الشيء بالنسبة للخليقة الجديدة. فالله يُشجِّعنا أن نعيش المنطق في حياة بلا منطق، والمعنى الروحي، في عالم يغيب فيه المعنى أحياناً كثيرة. نعيش هنا في هذا العالم الذي يحتضر، الخليقة الجديدة التي ستحيا في الأرض الجديدة والسماء الجديدة.

قلت: نعم. بالتأكيد. هذا هو محور العهد الجديد كله. لقد جاء المسيح، الذي هو “كلمة الله” والمنطق الذي صنع الكون ويحفظه، وعاش بيننا، واتخذ طبيعتنا “الأقلّ تطوراً” وعاش بها وفيها، وأخذ أسوأ ما فيها وهو الخطية والسقوط، ومات بهما وأماتها في جسده، وقام في صورة “الخليقة الجديدة”

قالت: هل تقصد بهذه الخليقة الجديدة طبيعة المسيح بعد القيامة؟

قلت: نعم. العهد الجديد يقول عن المسيح القائم من الأموات أنه “باكورة” الراقدين. أي النموذج الذي سوف يقوم فيه ويصير عليه كل من يؤمن. لقد جاء المسيح لكي يقول لنا أن هذا هو “المستوى التطوُّري” الذي نحن مدعوون لأن نعيشه في المُستَقبَل.

قالت: الجميع مدعوون إليه؟

قلت: الجميع مدعوون، لكن من سيعيشونه هم كُلُّ من يحتمل المنطق واللامنطق في الحياة، ويحاول جاهداً أن يعيش المنطق في وسط حياة غير منطقية، ويعيش المعنى الروحي، في وسط عالم قد “أُخضِع للبُطل”.

قالت: مثل البرمائيات التي تستمر في استخدام الرئة وتهمل الخياشيم، مع كونها قد اعتادت الخياشيم

قلت: تماماً. البرمائيات التي تميت يومياً “خياشيمها” لتحيا “رئتها”.

قالت: وهذا هو ما يقوله العهد الجديد عن “إماتة الجسد” والحياة بحسب “الروح”

قلت: وكان المسيح  هو “النموذج الأول” لهذه الحياة “بحسب الروح” هذه “الخليقة الجديدة”. لقد كان بمثابة “طائر” جاء لعالم الزواحف لكي يقول لها ما هي “مدعوة” لأن تكونه في مستقبل التطور الروحي القادم، وهذا بالضبط ما يقوله الرسول يوحنا في رسالته الأولى، في بداية الأصحاح الثالث: َأيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ.3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ.

قالت: الحياة الأبدية إذن هي “نقلة” إلى حياة أخرى أكثر تطوراً في السماء.

– See more at: http://www.sawtonline.org/friendly_conv#sthash.kFGGNop2.dpuf

أضف تعليق