ملاحظات على حوادث اﻻنتحار التي ذكرت في الكتاب المقدس

عن كتابالموت والحياة في الكتاب المقدس – الاب الان مرشدور

بما ان الله هو الذي بيده نفس كل حي وارواح البشر اجمعين“(اي12: 10) لانه هو من صنع لنا هذه النفس“(ار38: 16). فليس لاحد ان يدعّي ان له السلطان او الحرية ان يتصرف بحياته منا يشاءيستخلص من هذا ان الانتحار امر استثنائي ونادر جدا في اسفار الكتاب المقدس.

جرح ابيمالك في اثناء حصار فامر حامل سلاحه ان يجهز عليه (قض9: 54) وذلك حتى لا يقال عنه قتلته امراة“. وخاف شاول ان يقع في ايدي الفلسطينيين فسقط على سيفه (1صم31: 4-5). وابى زمري ان يقع حيا في يد عمري، فاثر ان يموت في حريق داره (1مل16: 18). وفضل رازيس، وهو رجل تقي في عصر المكابيين، ان يقتل نفسه على ان يقبض عليه نكانور (2مك14: 41- 46). وفي رواية طوبيا، خجلت سارة من فقدان سبعة ازواج على التوالي، ففكرت يوما ان تشنق نفسها (طوبيا3: 10). واخيرا راى اخيتوفل ان ابشالوم لم يعمل بمشورته، فشنق نفسه (2صم17: 23). هذه الحالات الاستثنائية تحتاج الى الملاحظات التالية:

هذه الحالات الستة كان اربع حالات منها هي حالات حرب، ولا تعبر رواية طوبيا عن تعمد (انما عن ازمة نفسية وصراع نفسي)اما حالة اخيتوفل ـ فهي وحدها انتحار عن يأس (2صم17: 23).

لا تحتوي النصوص على تقييم اخلاقي للفعلفسارة عدلت عما شرعت به لئلا تنزل الغم بابيهااما حالة رازيس فينظر اليها بتفهم اختار ان يموت بكرامة ولا يصير في ايدي المجرمين“. يبقى ان قلة حدوث هذا الامر يظهر ان احترام الانسان لحياته قاعدة اخلاقية واضحة في الكتاب المقدس.

لا يذكر في العهد الجديد الا حالة انتحار يهوذا الاسخريوطي.

عرف التقليد اليهودي مثلا مشهورا لحادثة انتحار جماعية، هي حادثة انتحار 700 من الغيورين في مسادة فضلوا ان يقتل بعضهم بعضا لتمت احرارا ومن غير ان نكون عبيد العدوولنغادر معا هذه الحياة مع اولادنا ونسائناذلك ما تامرنا به شرائعنا، ذلك ما تسالنا اياه نساؤنا واولادناتلك هي الضرورة التي تاتينا من الله“.

وفي التاريخ اﻻنساني توجد حوادث انتحار مفجعة، منها حادثة امريكية انتحر فيها 909 شخص ثلثهم اطفال بتأثير قائد يدعى جونز.

 

موضوعات ذات صلة:

حب الحياة ام حب الموت؟

أضف تعليق