هل الجمال نعمة ام نقمة؟

فتاة

صديق ارسل لي هذه الرسالة:

كانت حياتي الاولى عقب الزواج اتونا مستعرا من الغيرة القاتلة، فانا اعرف ان زوجتى جميلة، واعرف فوق ذلك ان كل شخص يود ان يحظى منها بابتسامة، وفي نفس الوقت ارى ان من حقي ان تكون ابتسامتها وفقا على وحدي دون سواي، والا فانا مهضوم الحق، معتدى علي، ينازعني الغير في ملكيتي لها. وزوجتي شأنها شأن كل امرأة عرضة للظهور في المجتمعات، وعرضة لأن تحيي هذا، وتبتسم لذاك، ردا على ابتسامة او كلمة ظريفة يلقيها اليها احد، فلا احدثك كيف كانت ابتسامتها هذه تنزل على قلبي كالصواعق او كالنبال فتدميه وتوجعه، وباتت الحياة سلسلة الام يقض لها مضجعي وتؤلمني. وكم من معارك نشبت بيني وبين زوجتي نتيجة لهذه الغيرة العمياء القاتلة.

ناهيك عن اهمال زوجتي اياي والتفاتها المطلق الى المحافظة على جمالها فاق كل ما يتخيله رجل. في الصباح تمرينات رياضية، وبعد الظهر لا يمكنها الخروج حتى لا تؤثر فيها اشعة الشمس، وفي المساء لا تسهر الا بقيود خاصة وتحت شروط طبية معلومة. ناهيك عن تدليك جلد الوجه بمواد ومساحيق خاصة لتطريته، وضرورة نومها على الظهر ممدة جسدها فراش غير وثير خال من الوسائد وفي درجة حرارة معلومة بوضع خاص، لمدة طويلة، وما الى ذلك من احتياطات شتى. جعلني ذلك اترك المنزل هاجرا اياها على الدوام بين مساحيقها وادوات تجميلها ، ولكنها لم يكن يروقها ذلك مني، بل عمدت الى الشك واخذت الغيرة تدب في عروقها، فتصور لها انني اصبحت مدلها في حب غيرها. فاصبحت حياتنا الزوجية سلسلة متاعب ومشاكل واستحكم الخلاف بيننا، وصرت اتفادى الوجود في المنزل . وانا كلما امعنت في ذلك زادت شكوكها وهجست خواطرها بهواجس السوء وازدادت القطيعة والجفاء بيننا، حتى اصبحت اشعر بأن الحياة لم تعد تطاق، وتراكمت علي الهموم والمتاعب، واشتد تفكيري وانشب فيّ المرض مخالبه، فلم يتركني الا بعد ان هدّ قواي، فلا تعجب اذا رأيتني على ما انا عليه الان. فتلك جناية الجمال علينا. فهل يتدبر هؤلاء الذين يحسبون الجمال نعمة! ويعرفون انه لا يخلف غير المتاعب والالام!

اذا لنعد للسؤال- هل الجمال نعمة ام نقمة؟

البعض سيقول بعد قراءة القصة السابقة، على الفور بدون تفكير، انه نقمة.. لكن دعونا قبلا نناقش هذا الامر من خلال الحق الالهي المعلن لنا في كلمة الله.
خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل.  (ام 11: 22)
الحسن غش والجمال باطل.اما المرأة المتقية الرب فهي تمدح  (ام 31: 30)

فيكون عوض الطيب عفونة وعوض المنطقة حبل وعوض الجدائل قرعة وعوض الديباج زنار مسح وعوض الجمال كي”(. اش 3: 24). (من نتائج ارتكاب المعاصي و السقوط في الخطية).

“فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز.وأكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة”(حز 16: 13). (ما فعله الله بالنفس البشرية.

  • الاية الاولى: علاقة الجمال مع العقل والحكمة.
  • الصانية: الجمال والتقوى.
  • الثالثة: استبدال الجمال بالقبح نتيجة الخطية.
  • الرابعة: الله مانح الجمال

ايضا لا ننس ان الجمال ليس هو خطية في حد ذاته، لان الله خلق كل شئ حسنا. انما النظرة الشريرة هي المشكلة. السيد المسيح لم يقل ان اعثرتك امرأة بل ان اعثرتك عينك. ليس جمال المرأة هو المعثر، بل عدم طهارة نظرتك.

لقراءة موضوع:

سراج الجسد هو العين